إخوان التخريب .. غوغائية وارتزاق



2016-03-09

  • أمل حميد بالهول مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات

    الكشف عن حقيقة الاختلافات بين ما يسمى بالجماعات الإسلامية ليس بالأمر الصعب على الرغم من أنه محير لكثير من الناس.
    يرتبط منهج الإخوان المسلمين بالغوغائية، وكل تصرفاتهم ودعواتهم بعيدة كل البعد عن الإصلاح والتنمية، وهم في حكم البغاة، ولفظ الإخونجي مخجل في لهجتنا العامية الإماراتية، وللهرب من فوبيا التنظيم تسموا بجمعية الإصلاح وفي مصر بحزب العدالة، ولا مهرب لنا من محاربة البغاة فهناك تكليف بمعونة ولي الأمر في إيقاف فسادهم.
    الغوغائية حسب علم النفس الاجتماعي جماعة غير منظمة يتفاعل أفرادها بشدة، ويخضع سلوكهم للإيحاء والانفعال لا للعقل ويسمى ذلك (العقل الجمعي). والجمهور أكثر تنظيماً وتعقلاً من الغوغاء، غير أنه يعوزه الجانب الانفعالي المشترك.
    يتحول الجمهور إلى غوغاء تحت ضغط الخوف أو التوتر، فيسلك الفرد سلوكاً اندفاعياً عنيفاً، بخلاف سلوكه الفردي في حياته اليومية؛ وذلك لأن اندماجه في الغوغاء يزيد قابليته للإيحاء، ويفقده القدرة على ضبط النفس.
    تظهر الغوغاء في التغيرات السياسية والثورات والانتفاضات والتحولات الكبرى والأحزان والفواجع، وكذلك في ظروف السلم والاستقرار.
    يجلس الغوغائي على الأرصفة بانتظار من يصفق له، ومن يستقوي به، ومن يسعى إليه، ولا يتورع عن إيذاء أو ارتكاب منكر أو عصيان أو شهادة زور، معارضته محسوبة بالامتيازات، وولاؤه محسوب بالربح.
    يظهر الغوغائيون في الثقافة كما السياسة، وهم يبالغون في المديح والهجاء، والمواقف عندهم مرتبطة بالمصلحة والتكسب، ويبيعون الضمير مفرقاً وجملة، ويحضرون وقت الفوضى والانفلات الأمني، في مناسبات التعازي، متصدرين في الولائم والفضائيات.
    الاختلاط بهم خطر ويمكن التعرف إلى صفاتهم من سلوكياتهم: يغيرون على هذا من غير دالة، يدافعون عن ذاك من دون حق، أصواتهم أعلى الأصوات، وشتائمهم أرخص الشتائم، يتقدمون حيثما يكون التقدم مضموناً بالسلامة، وينسحبون حيثما يكون الانسحاب مكفولاً بالنجاة.
    لا بد من التعامل بتعقل وحكمة مع الجمهور كي لا يتحول إلى الغوغاء، وهذا يتطلب التركيز على الدور الحيوي للإعلام، ومعروف أن فن الديمقراطية يكمن في تطويعها لصنع الإجماع بمعنى جعل الرأي العام يوافق على أمور لا يرغبها بالأساس عن طريق استخدام وسائل دعائية.
    ويرى عالم اللاهوت ومحلل السياسة الخارجية الأمريكية رينهولد نايبهور أن «المنطق هو مهارة ضيقة النطاق يتمتع بها عدد قليل من الناس ذلك أن أغلبية الناس منساقون وراء عواطفهم وهؤلاء لا بد أن يصنعوا أوهاماً ضرورية وتبسيطات عاطفية لإبقاء الناس على ما هم فيه».
    أبرز مظاهر الخداع الإعلامي ما أورده نعوم تشومسكي في كتابه السيطرة على الإعلام، وهو صنع شعار ما لن يكون بإمكان أحد الوقوف ضده وسيصطف خلفه الجميع فلا أحد يعرف ماذا يعني لأنه في واقع الأمر لا يعني شيئاً على الإطلاق، برفع شعارات مهمة المضمون وإن كانت شكلية كما أوضحها تشومسكي تمس توفير الحاجات الأساسية من مأكل، ومشرب، ومسكن.
    للوقوف في وجه الغوغائيين يجب الإلمام بمصطلحات وأدوات الحرب النفسية المستخدمة والفهم العميق للمجتمع وخصائصه، وضرورة الاهتمام بالفئات الهامشية عبر تأمين الخدمات والسكن والتصنيع وتوفير فرص العمل والتعليم وتعزيز دور القضاء واحترام القانون والتصدي للعنف.