ما هي حصتك من إرث زايد وراشد؟



2016-11-20

  • المصدر: البيان
  • بقلم : سعادة ضرار بالهول الفلاسي

    لم تكن الكلمات النقية التي خطها يراع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلا تعبيراً غني المعاني عن واحدة من أهم قيمنا كمجتمع إماراتي في مناسبة عالمية رائدة هي يوم التسامح العالمي، ومن فهمنا لهذه الرسالة العظيمة المقاصد تتشكل لنا صورة مهمة لما تحرص عليه قيادتنا الرشيدة وما يلتف حوله أبناء الوطن بالمهج والأرواح.

    فالتسامح كقيمة لا يأتي بالأمر من جهة تنفيذية عليا، لكنه سلوك يتأصل في النفوس يوماً بعد يوم، ولعل مبدأ القيادة بالقدوة الذي ينتهجه شيوخنا الميامين كان من أبرز الأدوات العصرية التي ساهمت في تنشئة الأجيال الإماراتية الشابة على التسامح كقيمة وطنية واجتماعية ممثلة للهوية الوطنية الإماراتية.

    ولا يأتي من فراغ أن يعيش في الدولة الإماراتيون والمقيمون من أكثر من 250 عرقاً مختلفاً بتنوع ثقافاتهم وعقائدهم ومع ذلك يعيش الجميع في تناغم وسلام ويسهم كل من جانبه في رفعة هذا البلد وعزته، دون أن يُسمَح للاختلافات الثقافية أن تتحول إلى خلافات ومصادر قلق، وإنما تحويلها إلى مصدر للثراء الثقافي والغنى بالتنوع ليسهم الجميع إيجابياً فيما يحقق مصلحة الدولة التي تحتضنهم لا العكس.

    وقد ضرب الشعب الإماراتي المثل المُعلى في التسامح كنموذج يومي للحياة، ليس فقط من خلال وجود مقيمين من أكثر من 250 عرقاً على أرضه، بل ومن خلال التناغم والتكامل بين كل من يعيش على أرض هذه الدولة الحبيبة بعيداً عن أي تشنجات أو سلبيات.

    وكان قادتنا، بحمد الله وفضله، هم خير قدوة لنا في ممارسة التسامح فعلاً وقولاً، سواء من خلال تقبل الآخر أو منع مظاهر الفتنة والكراهية ومحاربة التمييز وغير ذلك من إجراءات قيادية تميزت بها الإمارات عن دول كثيرة غيرها في محيطنا.

    ولعل أبلغ ما نصف به قيمة التسامح بالنسبة لمجتمع وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة هو تلك الكلمات الثرية التي وردت في رسالة التسامح التي وجهها لنا وللعالم أجمع سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث قال: «هذا هو ميراث زايد وراشد.

    أعظم ما تركه لنا زايد وراشد هذه القيم وهذه الروح وهذه الأخلاق»، مضيفاً سموه «أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا، ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات...

    نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر
  • على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها
  • بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي... يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق».

    وإذا كان التسامح هو ميراثنا من زايد وراشد، رحمهما الله، فاسمح لي أن أسألك أخي الإماراتي أختي الإماراتية: ما هي حصتك من هذا الميراث؟