الجهود المتطلبة لحماية فكر الناشئة من التحديات الدخيلة"



2016-10-10

في تقرير تحليلي أعدته مؤسسة وطني الإمارات حول المخاطر المهددة والمعتقدات الفكرية الدخيلة التي أصبحت تشكل تهديد واضح على مبادئ وسلوكيات الناشئة وما يتطلب الوضع الحالي من جهود للتصدي لها ، يشرح التقرير المراحل والأسباب التي تجعل الناشئة والشباب ينجرفون وراء التطرف.
الانغلاق والتطرف الفكري
ويوضح تقرير " الجهود المتطلبة لحماية فكر الناشئة من التحديات الدخلية" والعلاقة بين الانغلاق الفكري وأصحاب الشخصيات المتصلبة والارهاب اذ تبدأ الشخصية المنغلقة بعدم القدرة على تغيير اتجاهتها والتمسك بأنماط سلوكية محددة تتصف بصعوبة التغيير وعدم القدرة على حل المشكلات ،وبعد ذلك يبدأ هذا الفكر بالانعكاس على الفرد والوجدان خصوصاً ما يرتبط بمجال التطور الحضاري السريع وما يتطلبة هذا التطور من الفرد من محاولة التوافق معه.
وأفاد ضرار بالهول الفلاسي المدير العام لمؤسسة وطني الإمارات أن مضمون الدراسة يمكننا من القول ان التطرف يكون في الاعتداد بالرأي والاستجابة والميل إلى الحلول القاطعة التي تختار كل شيء على أنه خيار واحد فقط أو تقسيم الأمور إلى طرفين متعارضين ، وتكمن خطورة الشخصية المتصلبة في تحوليها للتطرف والتعصب ، وهناك مؤشرات أو صفات قد تظهر على الشاب يمكن ملاحظتها وأبرزها الميل للإنضمام للأحزاب والحركات المتطرفة واستخدام العنف والعدوان، وللتمعن أكثر في اسباب التطرف سواء كان بيولوجي أو نفسي أو ديني فإن هناك أسباب اجتماعية ثقافية يتوجب التوقف عندها ودراستها فإنخفاض المستوى الاجتماعي والأقتصادي بالإضافة للتغيرات الثقافية والتكنولجية السريعة التي تسببت بتداخل القيم والمفاهيم.
الجماعات المحظورة تستغل الفراغ الفكري
يعتبر الفراغ الفكري المدخل الرئيس للمتطرفين والطريق السهل الذي يسلكونه للتحكم في أفكار الشباب حيث انهم يستغلون ضعف الثقة بالنفس وانخفاض المستوى الثقافي والاجتماعي، خصوصاً ان هناك علامات ومؤشرات تدل على سطحية الفكر يمكن ملاحظتها على الشباب الذي من الممكن ان يكون ضحية للجماعات المحظورة وأهم هذه العلامات اكتفاء الفرد بما لديه من أفكار منحرفة وقد يعتقد انها حقائق يجب تثبيتها ونشرها بين أقرانه والدفاع العنصري عنها، كما يعتقد الفرد ان فكره لا يحتاج إلى نقاش.
ولحل هذه الاشكالية كانت لمؤسسة وطني الإمارات نشاط ميداني في الجلسات الحوارية والمحاضرات التوعوية للهوية الوطنية والمواطنة الصالحة من عام 2007 إلى 2015 حيث بلغ عدد الطالبات والطلاب في المرحلة الأساسية الذين استفادوا من المحاضرات التوعوية 1048، وفي المرحلة الاعدادية 1360طالب وطالبة، وفي المرحلة الثانوية 1829، كما ركزت المؤسسة على طلبة الجامعات والذين بلغ عددهم 488.
مراحل مواجهة التشدد الفكري
للتطرف أربعة مستويات شرحت بالتفصيل في إصدار "فن صناعة الكراهية" الذي أصدرته المؤسسة في 2015 من إعداد الدكتورة أمل حميد مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات ، ان المستوى الأول هو تنظيري وتتم محاربته عبر بدائل ثقافية وإحاطة نفسية واجتماعية وتوعية دينية، أما المستوى الثاني هو رفض الآخر ويكون التصدي في هذه المرحلة بالحوار، وفي المستوى الثالث الذي تظهر فيها السلوكيات العدائية ويتم التصدي لها بالتوضيح والتوجيه من خلال وسائل الإعلام ومناصحة المجتمع، أما المستوى الرابع الذي يعتبر أخطر مستوى وهو وصول الفرد إلى مرحلة إيذاء نفسه ومجتمعه بكل الوسائل المتاحة عنده، وهنا يجب اتخاذ قرارت حازمة ومنظومات للتصدي واليقظة والعمل الميداني لاستشراف ودراسة أوضاع الشباب.
تربية الناشئة على السلام
وقال بالهول ان التربية على السلام والتعايش السلمي تهدف إلى تحسين الفهم والاحترام بين الثقافات وتحسين العلاقات وازالة كافة أشكال التمييز، ومن الضروري تعليم الناشئة قواعد العلاقات السليمة بين الأمم واحترام حقوق الآخرين.
حيث وضح كتاب الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة الذي اصدرته المؤسسة ومن اعداد الدكتورة أمل حميد مستشارة الشؤون المجتمعية في وطني الإمارات، ان للمنهج التربوي مسؤوليات عدة يجب أن يقوم بها في مجال تربية السلام أهمها تأكيد عدم وجود تعارض بين الهوية الوطنية والإنسانية فيكتسب الطلبة مقومات الانتماء للوطن متمثلا في الولاء للأسرة والمجتمع المحلي بمصالحه ومؤسساته والمجتمع الوطني بمنظماته وهيئاته،ويكمل ذلك بالانتماء العالمي وتنمية مسؤولية التلاميذ وتربيتهم بما يحقق البعد الإنساني الذي يقوم عليه المجتمع الدولي.