الوعي الوطني ".. سياج الإماراتيين المنيع في مواجهة دعاة التطرف وتداعيات العولمة



2016-09-03

أبوظبي في 3 سبتمبر / وام / وصف تربويون وإعلاميون وبرلمانيون ورجال دين الروح الوطنية العالية التي يتحلى بها أبناء دولة الإمارات اليوم ..

بأنها انعكاس لحالة الوعي الوطني المتنامي الذي يستند على الهوية والتقاليد الراسخة في نفوسهم.

وأشاروا إلى أن المبادرات المتلاحقة التي تطلقها الإمارات والخطط الطموحة التي تنتهجها الحكومة و أدت إلى تشكيل ما يمكن أن يطلق عليه " استراتيجية للوعي الوطني ".. أتاحت للمواطنين الاستفادة من " العولمة " دون التأثر بتداعياتها التي تهدد الحضارات والهويات والأوطان.

واعتبروا أن " رؤية الإمارات 2021 " آتت أكلها مبكرا في بناء شعب طموح واثق متماسك قوي مثقف متمسك بهويته منفتح على الآخر.

وأكدوا لوكالة أنباء الإمارات " وام " أهمية " الوعي " في حياة الشعوب و تحقيق وحماية مصالح الأوطان والحفاظ على أمنها من خلال نبذ الأفكار المتطرفة وإدراك الأخطار المحدقة التي تواجهها خاصة من التيارات التي تتخذ من الدين عباءة لنشر أفكارها الضالة في المجتمعات.

وتحدثوا عن مقومات " الوعي الوطني في الإمارات " بما تمثله من نموذج فريد للتسامح والتعايش والتنوع الثقافي والفكري بين أشخاص من جنسيات مختلفة.

وأكد معالي الدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات..أهمية الوعي في حياة الشعوب خاصة الشباب كونهم يمثلون جانب القوة في الوطن ووجهه المشرق وحجر الزاوية في بناء النهضة والمحافظة على المكتسبات والإنجازات فهم قادة الغد والمستقبل.

وأوضح أنه كلما ارتفع منسوب هذا الوعي في وجدان أفراد المجتمع كلما رجحت مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية.

ولفت إلى أن أهم مقومات الوعي الوطني الحضاري تكمن في عدة نقاط هي : عمق الإحساس بروح الانتماء للوطن والمناخ الذي يصنع فيه هذا الوعي وترسيخ مبادئ المجتمع في الحقوق والواجبات..إضافة إلى تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية.

وفي هذا الصدد نوه النعيمي بعمق انتماء الإماراتيين لوطنهم وقيادتهم وأجواء التسامح والتعايش التي تعيشها الدولة إضافة إلى مبدأ سيادة القانون المتأصل والثقة المتبادلة بين المواطن وقيادة الدولة ومؤسساتها المختلفة.

وأشار إلى أن خصوصية المجتمع الإماراتي وتطلعاته للمستقبل تطلبت في ظل وظروف العصر الذي نعيشه والتحولات التي يشهدها العالم من حولنا حالة كبيرة من هذا الوعي الوطني تعزز المكتسبات وتعمق الولاء ونبني عليها نجاحاتنا.

وقال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم إن المبادرات التي انطلقت وتنطلق من الإمارات وضع لبناتها الآباء المؤسسون ونحن نسير على خطاهم ونهجهم وما نفعله اليوم هو مجرد صقل وتنمية لقدرات ومواهب أبنائنا الشباب ومحاولة للحفاظ على فكرهم ووعيهم المنسجم مع المنطق السليم والمتشبث بالهوية والتقاليد الإماراتية رغم انفتاحه على كل الثقافات في عالم يشهد الكثير من المتغيرات المتسارعة في ظل ثورة إلكترونية هائلة.

وأشار النعيمي إلى ثقة القيادة بالشباب الإماراتي الواعي المدرك لقضايا وطنه والذي أثبت أنه بمستوى التطور الذي تعيشه الدولة من خلال تضحياته ووعيه وولائه لوطنه وقيادته الرشيدة حاثا الشباب على دور أكبر في التنمية الوطنية وفق توجهات القيادة.

واعتبر أن حالة الوعي اللافتة التي يملكها الشباب الإماراتي اليوم تضيف رصيدا جديدا من التميز لدولة الإمارات لمتابعة المسيرة بدعم دولتهم والمساهمة في عملية التنمية الشاملة بجميع جوانبها الأمر الذي انعكس على قوة الدولة ووحدة صف المجتمع.

ونوه معالي النعيمي بأن " الوعي الوطني " هو نتاج لرؤية " الإمارات 2021 " التي تقوم على بناء " شعـب طموح واثـق متمسـك بتراثه " وإماراتي واثق مسؤول " في " أسرة متماسكة مزدهرة " و" صلات اجتماعية قوية وحيوية " و" ثقافة غنية ونابضة " وهو ما تعمل القيادة الرشيدة على تعزيزه وترسيخه في الإمارات.

من جانبه تحدث الدكتور علي بن تميم رئيس تحرير " موقع 24 " الإخباري عن دور الإعلام في تشكيل الوعي الوطني..معتبرا أن القطاع لا يستطيع أن يشكل وعيا وطنيا بمعزل عن تجليات الواقع الحقيقية.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الوجدان الإماراتي مليئ بالقيم والتقاليد التي حصنته من أي تداعيات تمليها العولمة أو غيرها، منفتحا في الوقت نفسه على قيم العصر وأخلاقيات الحاضر متطلعا إلى المستقبل.

وشدد على أهمية أن يستمر الإعلام في تعزير منظومة الوعي الوطني يحدوه في ذلك الالتزام لا الإلزام فهو مرآة لا تصنع واقعا ولا تزيفه بل تعكسه بموضوعية وهذا ما جسده الإعلام طيلة السنوات القليلة الماضية.

ودعا الإعلام بشقيه العام والخاص إلى مواصلة مبادراته المنفتحة على التحولات المجتمعية الخلاقة فيدعم هذا الواقع ويعززه بالثقافة الوطنية خاصة أن الوعي متجدد ولا يقف عند حدود.

وشدد على أهمية الوعي ودوره في الاستقرار و تعزيز التنوع وقبول الآخر ووضع بذور المستقبل .. مضيفا أنه " لا أدل على ذلك إلا إشارة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي إلى أن الوعي يحدد المستقبل ".

واعتبر أن موضوعية الإعلام في طرح العديد من القضايا الملحة تصدر عن استراتيجية تكرس مصداقيته .. مضيفا أن الوعي الاستراتيجي من شأنه أن يخلق منظومة أمن ذاتية للمجتمع.

وبشأن تداعيات العولمة ودور الإعلام في تلافيها وأخذ الذي يتناسب مع قيم وتقاليد وثوابت المجتمع .. أوضح ابن تميم " أن الهوية الإماراتية تطورت تطورا إيجابيا لا إفراط فيه أو تفريط ".

وأضاف أن الإعلام الوطني نجح في جعل الهوية طاقة إيجابية تقبل التعددية وتتسامح مع الآخر دون أن تفقد خصوصيتها الذاتية.

وأشار رئيس تحرير " موقع 24 " الإخباري إلى مبادرة " مادة التربية الأخلاقية " التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. معتبرا أنها ستضيف بعدا جديدا للتعليم في الإمارات تجعل منه موادا تخاطب القيم والأخلاق وتعززها وتذكر بها وليس نصوصا منعزلة عن الإنسان لا روح فيها بل مرتبطة بما يحدث في الواقع المعاش .. مضيفا: إنها بهذا المعنى مادة تتفاعل فيها أصالة الماضي بالمعاصرة المتطلعة إلى المستقبل.

من جانبه أكد ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات..أهمية الوعي الوطني عند الشباب والناشئة في الإمارات مشيرا إلى أن الدولة نجحت في أن تكون أكثر قربا منهم مجتمعيا ومؤسسيا وسلحتهم بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات.

واعتبر أن الأهم في ذلك كله نجاح الإمارات في بث الثقة بنفوس أبنائها و دعم الإبداع والابتكار الأمر الذي جعلهم الأقدر على التنمية.

وقال بالهول إن نشر ثقافة القراءة والاطلاع كان داعما قويا للوعي الوطني لأن الكتاب يأخذ الشباب والناشئة في رحلة وطنية ثقافية تعرفهم بوطنهم ومكانته وإنجازاته.

وفي هذا الصدد أشار إلى أن " وطني الإمارات " أصدرت ثمانية إصدارات ومنها .. كتاب الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة باللغتين العربية والانجليزية وفن صناعة الكراهية للتحذير من مخاطر الأفكار الظلامية بجانب كتاب التمكين والمشاركة السياسية إضافة لإصدار إيجابيتي وكتاب العمق التاريخي للفكر الاتحادي وسيرة الشيخ سعيد آل مكتوم.

ولفت إلى مسوحات ديموغرافية أجرتها المؤسسة للتعرف على اتجاهات وآراء الشباب من الجنسين في الفئة العمرية من / 18، 35 / عاما.

وتابع أنه كما نفذت مسحا ديموغرافيا آخر للناشئة الإماراتية من الجنسين للصحة النفسية للفئة العمرية من / 13،17 / فيما عقدت / 30 / جلسة حوارية تفاعلية تكاملية قيمية تحت مسمى " وطني الإمارات يسمع " وحضرها ألف و / 135 / طالبا وطالبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية.

وأفاد أن المؤسسة وزعت / 122 / ألفا و/ 850 / نسخة من الدستور الإماراتي ورؤية 2021 و وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي وركزت على العمل الميداني والورش التفاعلية في مدارس عدة بمختلف مناطق الدولة.

ولفت إلى أن " وطني " لم تغفل قنوات التواصل الاجتماعي لنشر الوعي الوطني عند الشباب عن طريق نشر مقالات تحليلة وأفلام تثقيفية توضح غايات الجماعات المحظورة وخطورة اتباعها حيث بلغ عدد المستفيدين من تلك المواد / 10 / آلاف و/ 795 / متابعا.

وقال بالهول " لم نغفل الدراسات النظرية والميدانية التي تحلل واقع الشباب الإماراتي وصفاته الأساسية وأنواع القوى التي تؤكد الاستعداد البنائي لديه ".

ونوه بأن المؤسسة شاركت في الملتقيات الطلابية الخارجية التي تنظمها الدولة للطلبة المبتعثين في بريطانيا وفرنسا وايرلندا والولايات المتحدة.

وتحدث عن العلاقة الواضحة بين الارتباط بالوطن والوعي الوطني والتي وضحها كتاب الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة الذي أصدرته مؤسسة وطني الإمارات.

وفي هذا الإطار قال " إننا في دولة الإمارات نتشابهه مع الآخرين في مسئولية احترام وتنمية الروابط الإنسانية المشتركة ومع الأمة الإسلامية في مسؤولية الانتماء للدين الحنيف ومع الوطن العربي في مسئولية وحدة المصير المشترك .. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الارتباط الذي نتميز فيه دولة الإمارات أن لدينا حدود جغرافية علينا حمايتها ونظاما سياسيا مسئوليتنا الحفاظ عليه ونظاما اجتماعيا خاص بنا واجبنا التمسك به.

إدراك للمخاطر

وفي المحور الديني لاحظ الدكتور أحمد الحداد مدير إدارة الفتوى في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي..تزايد الوعي الوطني في الإمارات خاصة لدى الشباب وعزا ذلك إلى عدة أسباب أهمها : إدراكه للمخاطر التي تحيط بالبلدان العربية والإسلامية والتي أدت إلى تدمير دول وشعوب.

وأضاف " أن بلادنا أعز ما نملك ويضحى من أجلها بالنفس والنفيس حتى تبقى شامخة العلم رمزا للعزة والكرامة لا سيما وقد رأى الشباب ولمس ما حاق بالدول الأخرى التي ضحى بها أبناؤها نتيجة عدم إدراك المخاطر المتوقعة أو المحاكة لها فسولت لهم أنفسهم الخروج على ولاة الأمر وسول لهم الشيطان الوصول إلى الحكم ولو كان في ذلك إراقة للدماء أو تدمير البلدان ".

وشدد " على أن الشعب الإماراتي لا يؤمن بمثل هذه المظاهر السلبية بسبب حبه العميق والمتبادل لولاة أمره .. واصفا الإماراتيين بأنهم شعب متماسك نسبا وصهرا وقبيلة وقربى فلا يمكن أن يعمد أحد إلى قطع صلة الرحم التي أمر الله تعالى بها أن توصل ولا أن يهدر حق أخيه المسلم أو القريب أو حتى المقيم والزائر الذي يعتبر ضيفا عند جميع أبناء الوطن ".

وتابع الحداد أن الشعب الإماراتي متسلح بالإيمان بالله وشريعته السمحة التي حرمت الإفساد في الأرض وجعلت جزاء أليما لمن يعيث في الأرض فسادا ومع كل ذلك فهو يعيش في رفاهية وسعادة غامرة مما بذله ولاة الأمر حفظهم الله ووفقهم لخير الوطن والمواطن.

ولفت إلى " أن الإمارات مع حداثة نشأتها تعيش أوج الازدهار الحضاري والتقني والتكنولوجي والصناعي والعمراني وغير ذلك مما لا يوجد بعضه فضلا عن كله في كثير من البلاد العربية وغيرها ".

وقال " إن الإماراتيين شيبة وشبانا على درجة عالية من الوعي بهذه النعم الكبيرة التي من الله تعالى بها عليهم فهم مدركون شاكرون لله تعالى ثم لولاة الأمر ".

ونوه بمحبة شعب الإمارات لحكامهم فهم يقدمون بين أيديهم مهجتهم بجانب تمكين مصالحهم وحضورهم في السياسة والشورى والحكم ومفاصل الدولة كأعضاء فاعلين مؤثرين وهذه جميعها وبعض منها يكفي تجعل شعب الإمارات في وعي كامل وإدراك تام لحاضره ومستقبله وذلك من فضل الله عليه زاده الله فضلا ومنة ورخاء.

وقال مدير إدارة الإفتاء " إن كل هذه الخصال تحمل الجميع على القيام بدورهم في خدمة الوطن لافتا إلى " الخدمة الوطنية " التي تمثل إحدى مظاهر الذود عن الوطن والدفاع عن حياضه ومصالحه وقد كانت أمنية للشباب حتى أصبحت في متناولهم داعيا الجميع إلى عدم التردد في الالتحاق بها.

وتحدث فضيلته عن الوعي الوطني وأثره في المجتمعات موضحا أن الأمم إنما تحيا إذا كانت مدركة لحاضرها ومستقبلها فتعمل لحاضرها بإخلاص وإتقان ومستقبلها بتخطيط واستراتيجية وخبرة كافية.

وأضاف أن الأمم التي تعرف مالها وما عليها وتعمل للأجيال كما تعمل لنفسها هي التي تقدر قيمة الوطن وتتفانى من أجل مستقبله وإشراقه وهذا ما تعيشه الأمم المتحضرة التي تصنع وتزرع وتتطور وتنافس بكل ما أوتيت من قوة لمصالحها الحالية والمستقبلية.

وأوضح أن الإسلام دعا إلى الوعي لأن الله استخلف بني آدم في الأرض ليعبدوه ويستعينوا على عبادته بعمارة الأرض التي فيها معاشهم ومعادهم وقد أقام سبحانه الدنيا على سنن الأسباب ويسر معايشها بالكسب والسعي ولذلك أمر بالسعي فيها وابتغاء فضله بالجد والاجتهاد ونهى عن البطالة والتواكل حتى يحققوا لأنفسهم العيش السعيد.

وألقى الحداد الضوء على العولمة والانفتاح على الثقافات والتواصل الحضاري بين الشعوب..مشيرا إلى أهمية الاستفادة من ذلك كله مع تفادي أي تداعيات سلبية من خلال القوانين المنظمة للتقنيات والانظمة الصارمة المانعة للفساد والإضرار بالآخرين.

وأكد فضيلة الشيخ الحداد " أن الوعي بالمخاطر من أهم المهمات في الدين والله تعالى أمر بالحذر وحبذ القوة وأمر بالسعي للمصالح ونهى عن الفساد والمفاسد الخاصة والعامة ولا يعرف ذلك إلا من خلال التثقيف الديني العام للمجتمع..لأن الناس متدينون بفطرتهم وهم يستمعون للتشريع الإلهي ويطبقون ويسارعون لذلك فكان من اللازم تثقيفهم بأمور دينهم الذي هو دين الحياة والحضارة والعلم والتطور ويساير كل زمان ومكان ".

وفي السياق ذاته اعتبر الشيخ أحمد الشحي مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه..تزايد الوعي الوطني بين المواطنين أمرا طبيعيا لأنه نابع عن قيم المجتمع الإماراتي الأصيل الذي ينهل من تعاليم الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى رقي الإنسان ورفعة الوطن.

وقال إن النصوص القرآنية والنبوية في هذا الباب كثيرة مشيرا إلى أنها تشتمل على عدة مقومات للوعي الوطني منها .. الالتفاف حول القيادة والمسارعة إلى تلبية نداء الواجب بالدفاع عن الوطن وحماية حدوده وصيانة منجزاته والمحافظة على الوحدة والتكاتف إضافة إلى تحقيق التعاون والتآزر والاستزادة من التنمية المعرفية والإسهام الفاعل في البناء والعطاء ..

مؤكدا أنه متى ترسخت هذه المعاني في النفوس زاد وعيها وزادت إسهاماتها في البرامج الوطنية المتنوعة.

ولفت الشحي إلى أن الوعي الوطني مفتاح رقي الشعوب ونهضة الأوطان فالعقول الواعية هي التي تستطيع أن تبني وتبدع وتبتكر.

وقال : كما أن الوعي الوطني حصانة من الأفكار الدخيلة التي تهدف إلى الإضرار بالفرد والمجتمع والوطن وبالوعي تتمكن الدول من أن تتبوأ الصدارة والريادة في مضمار التنافس العالمي وتكون عاملا مؤثرا وفاعلا في بناء الحضارة والرقي بها.

ودعا إلى الاستفادة من العولمة وقال إنها أصبحت اليوم واقعا مفروضا لا بد أن نستفيد من إيجابياته ونتجنب سلبياته لنحقق التوازن في هذا المجال فنستفيد مما فيها من التجارب النافعة والأفكار الهادفة ونحقق التواصل الإيجابي مع الشعوب مع المحافظة على هويتنا الوطنية وقيمنا المجتمعية وثوابتنا الدينية ومصالحنا العليا فهذه موازين أساسية وهي كالمنخل لكل ما يتدفق إلينا عبر نهر العولمة.

كما حث الشباب على أن يكونوا أيضا فاعلين وسفراء لوطنهم يعطون عنها أفضل الانطباعات ويظهرون للعالم جمال قيمها الوطنية وإسهاماتها الحضارية وتعاليم إسلامها الحنيف.

وشدد الشحي على أن الوعي ضرورة دينية وحاجة الإنسان له كحاجته للهواء والغذاء ولذلك جعل الإسلام العقل مناط التكليف واعتبر المحافظة على العقول من الضرورات الخمس الكبرى وحرم تحريما صريحا كل ما يضر أو يخل به وجاءت النصوص القرآنية تحث على التفكر والتدبر والتأمل وإعمال العقل والنظر ومدح أولي الألباب وهم أصحاب العقول الراجحة والاستزادة من العلم والنصوص في هذا الباب كثيرة جدا تؤكد كلها أن الوعي ضرورة لا يستغني عنه إنسان.

أما سعادة سعيد الرميثي عضو المجلس الوطني الاتحادي فرأى .. أن الوعي يتشكل من الطفولة و ينمو ثم يتم تعضيده بالهوية ومكوناتها.

وأضاف أن أحد أسباب الأزمات الكثيرة التي عصفت ببعض بلدان المنطقة هو قلة الوعي الذي ظهر بشكل جلي عند شرائح من هذه المجتمعات ولاسيما الفئات المنغلقة على نفسها.

وأوضح أن الوعي يأتي من خلال الثقافة التي تعد جزءا أساسيا في تكوينه ومن هنا تكمن أهمية المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ــ حفظه الله ــ باعتبار 2016 عاما للقراءة.

واسترسل الرميثي في المراحل التي يمر بها تشكيل الوعي بدءأ من الأحاسيس مرورا بالمعارف ومن ثم الإدراك ثم المسؤولية التي اعتبرها أكبر درجات الوعي لأنها تجعل منه قيمة إيجابية بناءة.

وأشار إلى أشكال وأنماط كثيرة للوعي منها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي واقتصادي.

واعتبر الرميثي أن الوعي الوطني هو الأساس في مواجهة قوة العولمة ونفوذها وإغراق المجتمعات بقيم وأفكار قد تعمى عن معايبها عيون الكثير، مع الاستفادة منها بما لا يتعارض مع الثوابت الوطنية والقيم المجتمعية.

وقال إنه لم نكن نتوقع هذا الإقبال اللافت على التسجيل في الخدمة الوطنية من قبل أبناء وبنات الإمارات الذين عكسوا أرقى وأعظم أنواع الوعي الوطني من خال الإقبال الكثيف الذي شهدته مراكز الاستقبال.