«وطني الإمارات» تعزز دور المناهج في إعداد الأجيال



2018-09-27

أصدرت مؤسسة وطني الإمارات التقرير الثاني من ملف التعليم والمواطنة تحت عنوان «دور المناهج الدراسية في تنمية الوطنية والمواطنة»، الذي تنفرد بنشره «البيان».

ضمن سلسلة من كتاب الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة للدكتورة أمل بالهول الفلاسي مستشارة الشؤون المجتمعية في المؤسسة، لعرض أهمية مراعاة الأسس الاجتماعية والنفسية والمعرفية قبل الشروع في عملية تخطيط المناهج الدراسية.

وقالت الفلاسي إن الأساس الاجتماعي يعد أقوى أسس المنهج الدراسي تأثيراً عند مخططي المناهج، نظراً لظروف كل مجتمع وخصوصياته، وطموحاته، ومشكلاته التي تختلف عن أي مجتمع آخر، مشيرة إلى أن التقرير يتضمن أربعة محاور تهدف إلى إظهار أهمية دور المناهج في إعداد الأجيال الناشئة والمتعلمة.

بما يتفق مع مبادئ وقيم المجتمع، مع مراعاة مواكبة التطورات في القيم والمعارف الحديثة وعدم الانغلاق على الثقافات الأخرى، مؤكدة أن المقررات الدراسية تعتبر أداة فعالة في معالجة المشكلات التي يعانيها المجتمع وفي مقابلة التحديات التي تواجهه.

تعليم المواطَنة

ولفتت إلى أن تعليم المواطنة الصالحة يسهم في الحفاظ على التوازن الفكري والقيمي للجيل الجديد الذي يؤسس للسلام الاجتماعي، ويساهم تعليم المواطنة في تحسين التواصل الإيجابي بين مختلف شرائح المجتمع، بالإضافة لتقوية صف الوحدة الوطنية، ويظهر أثر تعليم المواطنة على الفرد حيث يصبح أكثر تقديراً لدور المؤسسات المدنية وأكثر قدرة على تحمل المسؤولية المدنية والمجتمعية.

وأشارت إلى أن الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة لم تعد مسؤولية مادة الدراسات الاجتماعية فقط، كما كان سائداً، بل مسؤولية كافة المواد الدراسية وإن اختلفت درجة تحمل تلك المسؤولية.

بالإضافة إلى أن غرس قيم الهوية والمواطنة لم تعد مسؤولية مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية وحدها كما هو سائد لدى البعض، بل هي مسؤولية عامة تشترك فيها كل مناهج الدراسة من لغة عربية، وتربية إسلامية، وعلوم، ورياضيات، ولغة إنجليزية.

الكتب المدرسية

وفي محور دور الكتب المدرسية في النهوض بالتسامح والسلام والمصالحة، قالت الفلاسي إن هذا المحور تم تخصيصه لعرض الدور الجوهري للكتب المدرسية حسب «التقرير العالمي لرصد التعليم لسنة 2017/‏‏2018» الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، والذي يؤكد أن الكتب المدرسية تمدّ الطلاب بالقيم الاجتماعية، وتزيد فهمهم للتاريخ والعالم، وهي مصدر موثوق للمعلومات والمواضيع.

التنمية الوطنية

وأشارت إلى أهمية تقوية تدريس التنمية الوطنية ضمن المقررات المدرسية على أن تتضمن تلك المقررات أهدافاً بعينها وقيماً بذاتها، وتعكس وتؤكد الانتماء لدى الطلاب وخاصة مقررات القراءة والنصوص، وأن تتضمن المقررات الدراسية دعماً لقيمة الهوية الوطنية، والمواطنة الصالحة، والالتزام باللوائح، والقوانين.

ويمكن إكساب الطالب منذ الصغر معنى الانتماء والاستعداد للتضحية، وأن تتضمن هذه المقررات نصوصا ومقالات تركز على قيم الجماعة، وأن تهتم مقررات الدراسات الاجتماعية والنصوص والقراءة والتعبير بإكساب التلاميذ الهوية الوطنية وتؤكد فيها ارتباط الطالب بوطنه وتاريخه.

كما يتعين أن تتضمن المقررات الدراسية تساؤلات تثير العديد من المناقشات حول قضايا الوطن، وعلى المعلم إتاحة الفرص للمناقشة وتوجيهها.

عناصر

وفندت الفلاسي العناصر الثلاث بالتفصيل، حيث أشارت إلى أن عنصر المعرفة، يهدف إلى تزويد الإماراتيين بالمعرفة المدنية التي تمكنهم من إنجاز المواطنة الصالحة مثل: القضايا والمبادئ المتعلقة بالهوية والمواطنة، والسياسات المدنية، وتطبيقات المواطنة الصالحة وأدوار المواطنين.

وعنصر القيم المدنية التي يجب التركيز عليها في تربية المواطنة أوضحت أن أبرزها: التأكيد على المساواة، والمشاركة المسؤولة في الحياة المدنية داخل المجتمع المحلي، والتشجيع على العمل من أجل الخير والتعاون.

وحول العنصر الثالث وهو المهارات، أكدت انه يتعين على التربويين أن يركزوا اهتمامهم على إطار يتضمن المعرفة المدنية، والمهارات المعرفية، ومهارات المشاركة، المسؤولية المدنية، وكذلك مهارة الاتصال:

وتتركز حول البحث، وتبادل المعلومات والأفكار حول مجموعة من موضوعات الاجتماع، والسياسة، والاقتصاد، ومهارات التطبيقات العددية من خلال تدريس الإحصاء الذي يهدف إلى تعليم الطلبة قياس المواقف بالأرقام وليس بالتعميم.

دور

قالت الدكتورة أمل الفلاسي: كي تحقق المناهج المدرسية الدور المطلوب منها يجب أن تكون دقيقة ومتوازنة وتستند إلى الدراسات والاكتشافات العلمية والممارسات التربوية، وحسب إحصائيات «التقرير العالمي لرصد التعليم»، ورد مفهوم المواطنة الوطنية إلى جانب المواطنة العالمية بنسبة 90% في الكتب المدرسية المخصصة لمادتي الدراسات الاجتماعية والتاريخ في المرحلة الثانوية، في 76 بلداً في 2010.